إيران.. حكم ثانٍ بالإعدام على خلفية الاحتجاجات واستمرار إضراب المحلات التجارية
إيران.. حكم ثانٍ بالإعدام على خلفية الاحتجاجات واستمرار إضراب المحلات التجارية
أصدر القضاء الإيراني حكما ثانيا بالإعدام بحق شخص، على خلفية ارتكابه "أعمال شغب" على هامش الاحتجاجات التي تشهدها البلاد منذ شهرين، في أعقاب وفاة الشابة مهسا أميني، وفق ما أفاد موقع إخباري تابع للسلطة القضائية.
وكانت محكمة إيرانية قد أصدرت، الأحد، أول عقوبة قصوى على صلة بالاحتجاجات، إذ قضت بإعدام شخص تمت إدانته بتهم عدة، أبرزها "الحرابة والإفساد في الأرض"، وذلك خلال محاكمة لمتهّمين بالضلوع "في أعمال شغب بمحافظة طهران"، وفق فرانس برس.
إلى ذلك، تم الحكم على 5 آخرين بالسجن لما بين 5 و10 أعوام.
ومساء الثلاثاء، أوضح موقع "ميزان أونلاين" عن صدور حكم إعدام ثانٍ، وهذه المرة بحق شخص أدين بـ"الحرابة" على خلفية "حمل السلاح الأبيض بطريقة أثارت الرعب" في محافظة طهران.
وأضاف أن المدان الذي لم تكشف هويته "أرهب الناس في الشارع من خلال استخدام سلاح أبيض، وأضرم النار في دراجة نارية عائدة لمواطن، وهاجم وجرح شخصا بسكين".
وأكد "ميزان أونلاين"، أن الحكم الجديد، كما تلك التي صدرت الأحد، ابتدائي وقابل للاستئناف.
وسبق للسلطة القضائية أن أعلنت توجيه الاتهام إلى أكثر من ألفي شخص على خلفية الاحتجاجات، علما بأن عددا منهم يواجهون تهما قد تصل عقوبتها للإعدام.
ودعا خبراء لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة إيران الجمعة إلى وقف توجيه اتهامات تصل عقوباتها للإعدام بحق أشخاص شاركوا في الاحتجاجات، وحضّوا السلطات على "الإفراج فورا" عمن تم توقيفهم على هامش هذه التحركات.
وسبق لمسؤولين إيرانيين أن أعلنوا الإفراج عن العديد ممن تم توقيفهم بعدما ثبت عدم ضلوعهم في "الشغب".
ووفق منظمة العفو الدولية التي تتخذ من لندن مقرا، تحتل إيران المرتبة الثانية عالميا خلف الصين على صعيد تنفيذ أحكام الإعدام، والتي بلغت 314 على الأقل خلال عام 2021.
إضراب المحال التجارية
وواصلت المحال التجارية في شارع "إيران شهر" في العاصمة طهران إضرابها، كما استمر الإضراب في سوق مدينة أراك وسط البلاد.
وواصلت أيضاً المحال التجارية في مدينة مشهد عاصمة محافظة خراسان شمال شرقي البلاد إضرابها وسط مواجهات بين المحتجين والأمن في منطقة أقدسية الصناعية، كذلك في مدينتي بوكان وقروة فيما شهدت كامياران في كردستان تظاهرات مماثلة ومواجهات مع عناصر الأمن.
تظاهرات ليلية
في موازاة ذلك، استمرت التجمعات الاحتجاجية حتى الساعات الأولى من فجر اليوم الأربعاء، في عدد من المدن الإيرانية.
وأظهرت مقاطع فيديو جديدة على المنصات الاجتماعية، تنظيم تجمعات احتجاجية ليلية للمتظاهرين في مدن بابُل ومشهد وبندر عباس وأوز وقائم شهر وجُرجان وغيرها.
وشهدت مختلف أحياء العاصمة الإيرانية تجمعات احتجاجية، ففي حي غيشا، أطلقت قوات الأمن النار على المتظاهرين.
وكشف مقطع آخر من حي أباذر في بوليفار كاشاني بطهران، حشداً كبيراً من الشابات يهتفن "أنت الفاسق وأنت المنحل، أنا امرأة حرة".
وردد المتظاهرون نفس الشعار في حي صفائية في مدينة يزد، وسط إيران، ووصف المحتجون في مدينة مشهد بشمال شرقي البلاد، من خلال شعاراتهم، النظام الإيراني قاتل الأطفال.
ذكرى احتجاجات 2019
يشار إلى أن آلاف الإيرانيين كانوا نظموا بوقت سابق أمس إضرابات في عدة مدن، أبرزها في البازار الكبير وسط طهران، بذكرى احتجاجات عام 2019 على ارتفاع أسعار الوقود والتي سحقتها قوات الأمن في أكثر حملة قمع دموية في تاريخ البلاد.
قالت منظمة العفو الدولية، إن ما لا يقل عن 304 أشخاص قتلوا في الاضطرابات التي سرعان ما امتدت إلى أكثر من 100 بلدة ومدينة في أنحاء إيران.
في حين أفاد فريق من المحامين الدوليين -في إطار ما سُمي "محكمة آبان" التي عُقدت في لندن هذا العام- بأن أدلة جمعها خبراء تشير إلى أن العدد الفعلي للقتلى قد يكون أكبر بكثير وقد يصل إلى 1515.
وتشهد إيران منذ 16 سبتمبر احتجاجات إثر وفاة أميني (22 عاما) بعد ثلاثة أيام من توقيفها من قبل شرطة الأخلاق لعدم التزامها القواعد الصارمة للباس في الجمهورية الإيرانية.
وقضى العشرات، بينهم عناصر من قوات الأمن، على هامش الاحتجاجات التي تخللها رفع شعارات مناهضة للسلطات واعتبر مسؤولون جزءا كبيرا منها “أعمال شغب”، كما وجّه القضاء تهما مختلفة لما لا يقلّ عن ألفَي موقوف.